كتاب الحقيقة الغائبة – فرج فودة

الحقيقة الغائبة (( الكتاب الكامل ))

 بسم الله الرحمن الرحيم


كما بدأ مؤلف الكتاب مقدمه بقول هذا حديث قد ينكره الكثيرون فها أنا أقول أن طرح مثل هذا الكتاب قد ينكره الكثيرون . ولكن أتمنى من يقرأ هذا الكتاب أن يصل لحقيقة أن تاريخ العرب ليس بالمقدس كما يوهمنا كتاب التاريخ كذلك هو ليس بالسيء كما قد تجد في هذا الكتاب ولكن ما اريد إيصاله من خلال طرح هذا الكتاب هو أن ننظر لواقعنا بنظره أكثر وعي وأن لا ننساق وارء من ينادون بالخلافة الإسلامية ويستخدمون من أجل الوصول لمقاصدهم لباس الدين الذي هو منهم براء . ويحللون لأنفسهم أن يصلوا لهذه الدوله الاسلامية بأي طريق حتى ولو كان على جثث المسالمين والابرياء . وأن ما نحن فيه الأن خير مما يدعوننا إليه . كذلك فإنني لا يجيز من يتهجم على تاريخنا العربي والإسلامي كما فعل مؤلف الكتاب وذلك بإقناعنا أن تاريخ العرب والمسلمين تاريخ أسود . وأعتمد على ذلك في رواة غالطوا أنفسهم أو كتبوا تاريخ المجاملات . وكلما جاءت أمة لعنت أختها .أو كان ممن نقل لنا التاريخ متحيز لفئة دون أختها والكل يعرف الصارعات التي تدور بين المذاهب والتشيعات. وأن للقاريء عقل يميز به بين الحقائق والخيال . الخيال الذي ستأنف منه نفسك خلال قراءتك لفصول هذا الكتاب . وستقول في نفسك أن هذا لا يصح لرجل تولى أمر المسلمين وولي خلافتهم .

 

 

مقدمة الكتاب :

 

هذا حديث سوف ينكره الكثيرون ، لأنهم يودون أن يسمعوا ما يحبون ، فالنفس تأنس لما تهواه ، وتتعشق ما استقرت عليه ، ويصعب عليها أن تستوعب غيره ، حتى لو تبينت أنه الحق ، أو توسمت أنه الحقيقة ، وأسوأ ما يحدث لقارئ هذا الحديث ، أن يبدأه ونفسه مسبقة بالعداء ، أو متوقعة للتجني ، وأسوأ منه موقف الرفض مع سبق الإصرار للتفكير واستعمال العقل .
هذا حديث تاريخ لا يزعم صاحبه أنه متخصص فيه ، أو فارس في ميدانه ، لكنه يزعم أنه قارئ له في أناة ، محلل له في صبر موثق له في دقة ، ناقد له في منطق ، يهوى أنه يقلبه ذات اليمين وذات الشمال ، لا يستطيع أن يمد خياله متجاوزاً الحقيقة بالإضافة أو منتقصاً منها بالإهمال ، وما أكثر ما فعل ذلك من لهم تاريخ واسم ، وقلم وفكر ، ومنهج وبحث ، لا يجدون راحتهم إلا حيث يستريح القارئ ، ولا يراعون وهم يفعلون ذلك حرمة لتاريخ أو لعقل أو حتى لنقل .
هذا حديث ما كان أغناني عنه ، لولا أنهم يتنادون بالخلافة ، ليس من منطلق الدعابة أو المهاترة أو الهزل ، بل من منطلق الجد والجدية والاعتقاد ، فسيتدرجون مثلى إلى الخوض فيما يعرف ويعرفون ، ويعلم وينكرون ، وينكر ويقبلون ، ليس من أجلهم ، ولا حتى من أجل أجيال الحاضر التي من واجبها أن تعرف وتتعرف ، وتعلم وتتعلم ، وتفكر وتتكلم ، بل قبل ذلك كله من أجل أجيال سوف تأتي في الغد ، وسوف تعرف لنا قدرنا وإن أنكرنا المنكرون وسوف تنصفنا وإن أداننا المدينون ، وسوف تذكر لنا أننا لم نجبن ولم نقصر ، وأننا بقدر ما أفزعنا بقدر ما دفعنا المجتمع للأمام ، وبقدر ما أقلقنا بقدر ما أستقر المجتمع في أيامهم ، وبقدر ما واجهنا بقدر ما توجهوا هم إلى المستقبل . هذا حديث تاريخ وسياسة وفكر وليس حديث دين وإيمان وعقيدة ، وحديث مسلمين لا حديث إسلام ، وهو قبل ذلك حديث قارئ يعيش القرن العشرين وينتمي إليه عن أحداث بعضها يعود إلى الوراء ثلاثة عشر قرناً أو يزيد

إقرأ المزيد